إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
110763 مشاهدة
الملائكة والجن والشياطين من عجائب خلق الله في الكون

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثيرًا ما يأمر الله تعالى بالتدبر, وبالنظر في مخلوقاته, وعجائب آياته ويلفت أنظار الناس إلى ما فيها من الاعتبار، وكونها من آيات الله التي تَدُلُّ على عظمته سبحانه, وجلاله, وكبريائه، مثل قول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ يعني: آيات عظيمة، أن خلق الخلق مبدأ أمرهم من تراب وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا من الآيات العظيمة: أن خلق من كلٍّ زوجين اثنين؛ حتى يتم التواجد لكل جنسين -ذكر وأنثى- من الطيور ومن الحيوانات البهيمية، ومن الحشرات ومن السباع وما أشبه ذلك؛ مع أنه تعالى قادر على أن يخلقهم بدون هذا التزاوج؛ ولكن جعل ذلك آية وسببًا ظاهرًا.
ثم إنه تعالى خلق الملائكة كما شاء، ولم يُذكر أن فيهم رجالا وإناثًا، ولا أنهم يتزاوجون؛ بل يخلقهم الله كما شاء؛ سواءٌ خَلْقُهُم: خلق أولهم مما خلق منه آخرهم، أو خلقهم بدون مادة, أو بدون سبب؛ لكن الله تعالى هو الذي خلقهم.
فثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم فأخبر بأن الملائكة خُلِقَتْ من نور، ولا يبعد أن كلهم خُلِقُوا من النور، وأنه خلق منه أولهم وآخرهم، ويمكن -كما قال بعضهم- أنهم يُخلقون من مواد أخرى، كما ذكر أن هناك ملكا ينغمس في ماء, أو نحوه، ثم يتقاطر منه نقاط, يخلق الله من كل نقطة أو قطرة ملكًا، أو غير ذلك من الأسباب في خلقهم.